الجمعة، 18 يوليو 2014

فهد المعجل... التاجر الطموح



تجارب الحياة كثيرة وقصص النجاح لا تحصى وكل تجربة تمتلك خصوصية وخصوبة لها طابع يميزها عن أية تجربة أخرى غير أن هذه التجارب تشترك في عنوان عريض وسميك يؤكد أن العمل وتطوير الذات طريق الخلاص الوحيد الذي يمثل درجة الوعي القصوى بأهمية بحث الذات عن شروط وجودها بلا هدنة في هذا الكون المنفرط والمتشح بنداءات لها أكثر من مكان تكتسب كل تجربة خصوصيتها واستقلالها.
نواصل إعطاء صورة عن قرب للشخصيات الاقتصادية فيما يشبه بروفايل ونلتقي في هذا العدد مع التاجر الطموح فهد المعجل الذي وُلد في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1932 التحق بمدرسة ملا مرشد في المرقاب في 1940 وحتى العام 1944 ثم التحق بمدرسة إبراهيم كادو لدراسة اللغة الإنجليزية لمدة عامين كان ملازما لوالده في العمل فبدأت رحلته مع التجارة وهو في سن الثالثة عشرة من عمره فلم يكمل تعليمه ولكنه بدأ حياته العملية في سوق الأمير مع والده الذي يعتمد عليه كثيراً فوجد نفسه في حياة التجار دون أن يشعر بالملل أو التعب وكان يعتبر والده مدرسة لما رأى منه فالإنسان الناجح هو الذي يتعلم من الآخرين ويستفيد منهم لأن الدروس قد لا تتكرر والفرص قد لا تعوض ولقد تزوج من ابنة عمه حصة الحمد العبد الكريم المعجل في العاشر من يناير من العام 1950 وأنجبا ولدين وابنتين هما فيصل وباسل وسعاد ونادية وتأثر كثيرا في حياته بوالده وأخيه خالد. 
إذا بحثت عن الحلول فلابد أن تبحث معها عما يشجع على انتهاز الفرص التي لابد وأن تتماشى مع إقدام الطموحات وإذا عظمت العقبات استوطن الركود وعجزت الفرص عن التحرك 
دعونا نقلب قليلاً في أوراق عمر ونجاح «المعجل» تعلم من والده محبة الآخرين واحترامهم والتواصل معهم والتعامل الراقي فقد كان يرافقه في أغلب وقته فتأثر من طريقه تعامله مع الناس كما تعلم من والده في التجارة الصدق والالتزام بالمواعيد فضلا عن الجلد والمثابرة ومن كثرة تعلمه من والده أصبح يمتلك رصيداً من التجارب والمشاهدات. 
كان من الممكن أن يصبح «المعجل» شخصاً عادياً يلتحف ببؤرة صغيرة في الكويت يعمل بأسلوب الموظفين دون تطوير لذاته أو عمله ودون التفاتة لما يحدث خارج هذه الذات وما يدور حولها لكنه كان يعلم أن هذه البؤرة جزء من دائرة أكبر فأكبر ومنذ أن بدأ يتحرك بعمله نحو النور والنجاح ظل هاجسه أن يرى أوسع وأشمل وباتت قضيته الأساسية هي «العمل» ومن ثم النجاح فحسب، يطور قدراته ويتطور معها ونظراً لخصوبة تجربة «المعجل» قررت استخدام المنهج التفكيكي في محاولة للاقتراب أكثر من ملامح شخصيته ورغم أن النقد التفكيكي يستخدمه الأكاديميون لتشريح النصوص الأدبية وإضاءة جوانبها المعتمة إلا أن هذا النقد يمكن تطبيقه أيضاً على تفكيك الذات والمكونات الداخلية فالأفراد يمتلكون زوايا رؤية ليست نهائية... دعونا نقلب معاً في صفحات نجاح « المعجل « ليس صحيحاً أن من لم يتعلم في المدارس لا يمكن أن يحقق نجاحاً فالعالم مليء بالشخصيات الناجحة التي لا تحمل أي شهادة فبالرغم من أن المعجل لم يتخرج من جامعة إلا أنه رأى أن من الضروري تعلم بعض الأمور التي تؤهله للنجاح في مجال التجارة والعمل فأخذ بعض الدروس عند الملا مرشد ثم حرص على تعلم اللغة الانجليزية لأنه كان يحتاجها في عمله التجاري فتعلم الانجليزية لمدة عامين ثم بعد ذلك تعلم الطباعة ليراسل الشركات العالمية ولعل تعلمه اللغة الإنجليزية ساعده كثيراً على التواصل الخارجي وتكوين العديد من العلاقات التجارية فتاريخه بالتجارة حافل بالانجازات فأسس العديد من الشركات وساهم في تأسيس عدد من البنوك في مختلف دول العالم وكانت البداية في التجارة مع نشاط تجارة الأغذية ثم مواد البناء وتبعها بالعمل في المواد الصناعية بعدها توسع في مختلف أنواع التجارة معتمداً على اقتناص الفرص والابتعاد عن المغامرات المحفوفة بالمخاطر والتي يحذر منه أشد الحذر خاصة بعد أزمة المناخ التي اعترضت مشواره التجاري لتعيده إلى البدايات.
لقد ساهم «المعجل» في تأسيس بنك البحرين والشرق الأوسط في مملكة البحرين وفي دولة الامارات العربية المتحدة ساهم في تأسيس شركة أسمنت الفجيرة وفي لندن ساهم في تأسيس بنك الخليج وفي باريس أسس بنك إيفا إضافة إلى العديد من الدول الأخرى.
يعتبر المعجل وفاة والده من أصعب المواقف في حياته لأنه كان متعلقاً به وبوفاته شعر بفراغ كبير وبالمسؤولية الكبيرة أما عن هواياته فيعشق السباحة والمشي والقراءة وتحديداً قراءة التاريخ وتستهويه كثيراً الكتب الأدبية والدواوين الشعرية كما يعتبر قصيدة الأمام الشافعي التي يقول فيها دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء وكن رجلا على الأهوال جلداً وشيمتك السماحة والوفاء وإن كثرت عيوبك في البرايا وسرك أن يكون لها عطاء تستر بالسخاء فكل عيب يعتبر هذه الأبيات حكمته في حياته لأنها تتضمن العديد من الجوانب وتغطي الكثير من الأمور 
حصل «المعجل» على وسام الجمهورية في قبرص عام 2007 في حفل أقيم بالقصر الرئاسي هناك بمناسبة مرور 40 عاماً على توليه مهام القنصل الفخري لقبرص لدى الكويت تقلد العديد من المناصب فتولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة الشركة الأهلية العقارية وعضو مجلس إدارة شركة أسمنت الكويت لمدة 10 سنوات وعضو مجلس إدارة وأمين صندوق جمعية الفيحاء التعاونية وعضو ونائب رئيس مجلس إدارة شركة إصلاح وبناء السفن الكويتية لمدة 6 سنوات ومؤسس وعضو منتدب وعضو مجلس إدارة لبنك البحرين والشرق الأوسط لمدة 6 سنوات ومؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت الفجيرة في دولة الأمارات لمدة 8 سنوات ومؤسس ورئيس مجلس إدارة بنك الخليج للائتمان في لندن لمدة 5 سنوات ومؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة ريفزرول الفندقية في سويسرا لمدة 6 سنوات ومؤسس وعضو مجلس إدارة بنك إنفستكورب في البحرين لمدة 5 سنوات ومؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة التجهيزات الدولية الكويتية ومؤسس وشريك في شركة ساوث فيلد القبرصية وكيلة سفن أب وبيبسي كولا لمدة 10 سنوات ومؤسس ورئيس مجلس إدارة فندق أكروبولس لارنكا قبرص لمدة 10 سنوات كما شغل منصب عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت لمدة 4 سنوات وعضو اتحاد مستوردي الأدوية بالكويت وعضو مجلس إدارة وأمين صندوق اللجنة الوطنية لجمع التبرعات لبناء السور الرابع ورئيس أعضاء شرف نادي نجد الرياضي ومؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة المعجل للأدوية 
انتهى كلامنا عن «فهد المعجل».. ويبقي الاستفهام مطروحاً : ألا يستحق هذا الرجل أن يكون قدوة ومثالا للأجيال القادمة طالما أن الناجحين يواصلون سفرهم الأسطوري الطويل ويرتبون الروح الإنسانية ويجعلونها قابلة للحياة ويعطون الجيل الجديد قوة ومثالاً. وفي عدد الغد بروفايل آخر لشخصية اقتصادية ناجحة أخرى لها بصمات واضحة ومتميزة في دعم الاقتصاد الكويتي فانتظرونا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق